مدينتي الفاضلة...بقلم مؤيد الفارسي

 

مدينتي جميلة... مدينتي أصيلة... لا ينام فيها الناس.... لا يسمع فيها أذان و لا أجراس... ليلها كنهارها فلا نحتاج في مدينتي الى حراس... في مدينتي لا نحتاج في الشوارع للأضوية... فسماؤنا تضيؤها ألعاب المدافع النارية... و يملأ عبق البارود رباها بعطور سحرية... هؤاؤنا ملون... اصفر، ارزق و كل درجات الرمادية... عكس ما في كتب الفيزياء الطبيعية. 

مدينتي شوارعنا نظيفة جلية... تغسلها كل يوم انهار الدموع الشقية... و دماء اطفالنا ترسم في كل زاوية لوحات جدارية... تحكي قصص آمال و آلام... يأس و وحشية... و على جدران بيوتنا نقش الرصاص الطائش أسماعنا و ارقام الهوية... في مدينتي تغرد في ميادين انفجارات رعدية في اروع سمفونية همجية... 

في مدينتي يعيش الناس في ابراج من دخان و زجاج... الجيران يفرقهم غبار الهدم و العجاج... في مدينتي  أسرع حلولنا هو الاحتجاج... في مدينتي نلبس ثوب الصلاة فوق اجساد ملطخة بدماء و مدام... و نردد باصوات الليوث كلمات النعاج...  في مدينتي نستغيث بالغريب من ظلم الأخوة و الازواج.... في مدينتي سقطت جميع الاقنعة مع اخر ورقة تبن... فما من اسرار خفية... في مدينتي الفاضلة النقية.

 
ابوظبي في ٨ ابريل ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق