رسم على رمال الأمل...بقلم مؤيد الفارسي



جلست على جال البحر... تخط بأصابعها على رماله الخشنة... على وهج قمر تام عكس نوره على امواج كسالى ترتمي على وسادة الساحل... في عينيها أنشودة أمل صامت... بنته في احشائها طفولة احلام و أعراس دُماٌ لعبت بها مع اترابها في الحارة القديمة.... حيث كان تعيش السعادة....

أصوات الامواج المتكسرة على الصخور تنادي كأنها حبال تجرها الى الأعماق... و تسرقها نسائم البحر نحو لجة الحيرة... كيف وصلتي الى هنا؟ منذ متى و انت تبحرين رغم سكونك في نزاع مع المجهول المتلاطم... أين الناس؟ أين ما زعم انه يفتديك بكل حرف يكتبه في الاسفار... و ينشؤ ملحمة دموية في حروب قدسية في المؤتمرات؟! أين من اشهد البدر و البحر و السماوات على حبك بكل مبادئ الانسانية... أين من وعدك السعادة.!؟

لملم البدر رداءه الأسود المخملي... فانكشف ساق الصبح مبشرا بنسيم عليل... داعب شعرها الطويل... و مزق سكون الموقف الثقيل... صوت ينادي بنعم جميل... حيى على صلاة الجليل... نظرت حولها... ما زال البحر بزرقته رقراقا على صحن فضي القوام... برغم نزع أمواجه ذناب الخرف على مدى الأيام... لكن الرسم اختفى من على صفحة الرمل... و يظل السؤال... من الذي سرق السعادة.؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق